إذا كنت ترغب في التعرف على أشهر 10 إنترنت هاكرز Internet hackers في العالم تابع معنا هذه المقالة، حيث ظهرت العديد من التحديات والمخاطر الجديدة مع انتشار الإنترنت من بينها القرصنة الإلكترونية التي تشكل تهديد حقيقي للأفراد والمؤسسات والحكومات على حد سواء.
يطلق مصطلح هاكر على الشخص الذي يتمتع بمهارات تقنية عالية تمكنه من اختراق أنظمة الكمبيوتر والشبكات والوصول إلى معلومات حساسة أو تنفيذ عمليات تخريبية، بغض النظر عن الدوافع فإن أنشطة القرصنة تثير دائمًا جدل واسع حول قضايا الأمن السيبراني والخصوصية وحرية المعلومات.
أشهر 10 إنترنت هاكرز Internet hackers في العالم
لقد شهد تاريخ الإنترنت ظهور العديد من الهاكرز الذين تركوا بصمات واضحة في هذا المجال سواء بأعمالهم الإجرامية أو بمساهماتهم في تطوير الأمن السيبراني، بعض هؤلاء الهاكرز أصبحوا شخصيات مشهورة بل وحتى أساطير في عالم الإنترنت، فيما يلي نعرض لكم أشهر أشهر 10 إنترنت هاكرز Internet hackers في العالم:
كيفين ميتنيك
بدأ كيفن ميتنيك مسيرته في عالم الاختراق الإلكتروني في سن المراهقة، ليصبح لاحقًا أحد أبرز الأسماء في تاريخ هذا المجال في الولايات المتحدة، في عام 1981 وهو لا يزال في سن صغيرة وجهت إليه تهمة سرقة أدلة تشغيل الحواسيب من شركة Pacific Bell وهي شركة اتصالات كبرى. كانت هذه الحادثة بمثابة بداية لسلسلة من الاختراقات التي جعلت منه شخصية مثيرة للجدل.
في عام 1982 قام باختراق أكثر جرأة، حيث تمكن من الوصول إلى أنظمة قيادة دفاع الفضاء الجوي الأمريكية الشمالية، يقال أن هذه الحادثة ألهمت قصة الفيلم الشهير WarGames الذي صدر عام 1983، أما في عام 1989 قام ميتنيك باختراق شبكة شركة (DEC) التي كانت تعتبر آنذاك رائدة في صناعة الحواسيب.
بعد إطلاق سراحه المشروط لم يتوقف عن أنشطته بل عاد إلى الاختراق مرة أخرى حيث قام باختراق أنظمة البريد الصوتي لشركة Pacific Bell نفسها التي سبق وأن اتهم بسرقة أدلة حواسيب منها.
كيفن بولسن
في عام 1983 لمع الشاب كيفن بولسن البالغ من العمر 17 عام آنذاك في عالم الاختراق الإلكتروني تحت الاسم المستعار دارك دانتي في ذلك العام، نفذ اختراق جريء ومبكر لشبكة أربانيت وهي الشبكة السابقة للإنترنت والتي كانت تستخدمها وزارة الدفاع الأمريكية، يعتبر هذا الاختراق في حد ذاته دليل على مهارات بولسن التقنية العالية في سن مبكرة حيث تمكن من تجاوز أنظمة أمنية كانت تعتبر محصنة في ذلك الوقت.
لكن لم يدوم هذا النجاح الإجرامي طويلًا حيث سرعان ما تم القبض على بولسن، نظرًا لكونه قاصر في ذلك الوقت اتخذت الحكومة الأمريكية قرار عدم مقاضاته جنائيًا، واكتفت بتوجيه إنذار رسمي له وإطلاق سراحه، وبعد خمس سنوات من حادثة أربانت في عام 1988 عاد بولسن إلى دائرة الضوء لكن هذه المرة باختراق أكثر خطورة.
جوناثان جيمس
يعتبر جوناثان جيمس المعروف أيضًا باسم كمراد في أوساط قراصنة الحاسوب من أشهر الأسماء في تاريخ الجرائم الإلكترونية، لم يقتصر نشاطه على اختراق الشركات فحسب بل تجاوز ذلك ليثير جدل واسع باختراق أنظمة حواسيب وزارة الدفاع الأمريكية، وهو لم يتجاوز الخامسة عشرة من عمره آنذاك كما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز.
كشف جيمس أن كتاب بيضة الوقواق الذي يتناول قصة تتبع أحد المتسللين في ثمانينيات القرن الماضي كان مصدر إلهام كبير له في مسيرته، في عام 2000 ألقت السلطات القبض على جيمس وحكم عليه بالإقامة الجبرية لمدة ستة أشهر مع منعه من استخدام الحاسوب للأغراض الترفيهية، وفي عام 2007 تعرضت أنظمة شركة TJX وهي سلسلة متاجر كبيرة للاختراق ما أدى إلى كشف معلومات خاصة بالعديد من العملاء.
ألبرت غونزاليس
بدأ ألبرت غونزاليس مسيرته الإجرامية في عالم الإنترنت كقائد لمجموعة قرصنة تعرف باسم شادو كرو لم تقتصر أنشطة هذه المجموعة على سرقة أرقام بطاقات الائتمان وبيعها في السوق السوداء بل تعدت ذلك إلى أنشطة إجرامية أخرى خطيرة تهدد الأمن القومي والهويات الشخصية، قامت المجموعة بتصنيع وثائق مزورة على نطاق واسع شملت جوازات سفر مزيفة بطاقات تأمين صحي وشهادات ميلاد بهدف تسهيل جرائم سرقة الهوية والاحتيال على المؤسسات الحكومية والخاصة.
اكتسب شهرة سيئة في عالم الجريمة الإلكترونية عندما نجح في جمع كمية هائلة من بيانات بطاقات الائتمان وأرقام بطاقات الصراف الآلي خلال فترة قصيرة نسبيًا، تسبب في خسائر مالية ضخمة واضطرابات في الأنظمة المالية لم يكن هذا الإنجاز الإجرامي وليد الصدفة، بل كان نتيجة لتخطيط محكم واستخدام أساليب اختراق متطورة.
غاري ماكينون
قام غاري ماكينون المعروف في عالم الإنترنت باسم سولو بتنفيذ ما يعتبر على نطاق واسع أكبر عملية اختراق إلكتروني للأنظمة العسكرية والفضائية الأمريكية على الإطلاق، امتدت هذه العملية على مدى 13 شهر وشملت اختراق غير قانوني لـ 97 جهاز كمبيوتر تابع للقوات المسلحة الأمريكية من بينها الجيش والبحرية والقوات الجوية، بالإضافة إلى وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا).
ادعى ماكينون أنه كان يبحث فقط عن معلومات حول قمع الطاقة الحرة وهي نظرية مؤامرة تزعم أن الحكومات تخفي تقنيات طاقة بديلة، بالإضافة إلى معلومات عن الأجسام الفضائية والتستر الحكومي عليها، وبالرغم من ذلك زعمت السلطات الأمريكية بأنه لم يكتفي بالبحث بل تسبب أيضًا في أضرار جسيمة للأنظمة التي اخترقها.
روبرت تابان موريس
ولد روبرت تابان موريس في عام 1965 ونشأ في بيئة علمية مُحفزة، حيث كان والده، في عام 1988 عندما كان طالباً في الدراسات العليا بجامعة كورنيل قام بإنشاء ما يعتبر أول دودة حاسوب تنتشر على نطاق واسع عبر الإنترنت، تختلف دودة الحاسوب عن الفيروس في كونها برنامج مستقل بذاته أي أنها لا تحتاج إلى الارتباط ببرنامج آخر لكي تعمل.
تتمثل وظيفة الدودة في نسخ نفسها ذاتيًا والانتشار عبر شبكة الحواسيب مستغلةً الثغرات الأمنية في الأنظمة، كان الهدف المعلن لموريس من إنشاء هذه الدودة هو تقييم حجم الإنترنت، لكنها تسببت في تعطيل أداء آلاف الحواسيب المتصلة بالشبكة، ما أدى إلى خسائر كبيرة، لم يكن الهدف من الدودة التجسس أو سرقة المعلومات بشكل مباشر كما هو الحال في بعض البرامج الخبيثة الأخرى لكن طبيعة عملها وانتشارها السريع تسببت في إحداث فوضى كبيرة.
نتيجة للأضرار التي تسببت بها دودة موريس تمت محاكمته بموجب قانون الاحتيال وإساءة استخدام الحاسوب الذي كان قانون جديد نسبيًا في ذلك الوقت، أصبحت قضيته سابقة قانونية هامة حيث كان أول شخص يدان بموجب هذا القانون.
ليولد بلانكشب
يعرف ليولد بلانكشب في أوساط مجتمع القرصنة الإلكترونية بالاسم المستعار ذي منتور وقد بدأ نشاطه في هذا المجال منذ سبعينيات القرن الماضي ما يجعله من الرواد الأوائل في هذا العالم، انضم إلى العديد من مجموعات القرصنة الإلكترونية على مر السنين وكان من أبرزها مجموعة ليجون أوف دوم التي تعتبر من أشهر وأهم مجموعات القرصنة في تاريخ الإنترنت.
في عام 1990 داهمت الخدمة السرية الأمريكية منزل ليولد بلانكشب وصادرت منه كتاب بعنوان قواعد اللعبة وصفت الخدمة السرية هذا الكتاب بأنه كتيب للجريمة الإلكترونية ما يشير إلى نظرة السلطات الأمنية إلى أنشطة القرصنة في ذلك الوقت، يوضح هذا الحادث أيضًا مدى اهتمام السلطات بملاحقة قراصنة الإنترنت حتى في بدايات ظهور هذه الظاهرة.
جوليان أسانج
بدأ جوليان أسانج رحلته في عالم الحاسوب والبرمجة في سن مبكرة حيث انخرط في أنشطة الاختراق الإلكتروني وهو في سن السادسة عشرة باسم مستعار منداكس وهي كلمة لاتينية تعني الكاذاب أو المخادع، خلال فترة امتدت لأربع سنوات من بداية التسعينيات تقريبًا نفذ سلسلة من الاختراقات استهدفت شبكات متنوعة شملت مؤسسات حكومية وشركات خاصة ومؤسسات تعليمية مرموقة.
من بين الجهات التي اخترقها يذكر البنتاغون ووكالة الفضاء الأمريكية وشركة لوكهيد مارتن وهي شركة صناعات دفاعية كبرى بالإضافة إلى بنك سيتي بنك وجامعة ستانفورد، تظهر هذه الاختراقات مدى براعة أسانج التقنية وقدرته على تجاوز أنظمة أمنية مختلفة، من المهم الإشارة إلى أن هذه الاختراقات كانت في فترة مبكرة من تطور الإنترنت حيث كانت أنظمة الحماية أقل تطورًا مما هي عليه اليوم.
بعد هذه الفترة من أنشطة الاختراق اتخذ أسانج منحى مختلف حيث أسس في عام 2006 موقع ويكيليكس يهدف إلى نشر تسريبات الأخبار والوثائق السرية التي يتم الحصول عليها من مصادر مجهولة، معتمدًا على مبدأ الشفافية وحق الجمهور في الوصول إلى المعلومات اكتسب شهرة عالمية واسعة بعد نشره لكميات هائلة من الوثائق المسربة من بينها وثائق عسكرية ودبلوماسية أمريكية ما أثار جدل دولي واسع وأثار غضب العديد من الحكومات.
نتيجة للملاحقة القضائية الأمريكية لجأ إلى سفارة الإكوادور في لندن عام 2012 حيث طلب اللجوء السياسي خوفاً من تسليمه إلى الولايات المتحدة، قضى أسانج سبع سنوات داخل السفارة الإكوادورية قبل أن يتم اعتقاله من قِبل الشرطة البريطانية في عام 2019 بعد سحب الإكوادور حق اللجوء عنه.
غوسيفير 2
خلال فترة الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016 برز اسم غوسيفير بشكل كبير بعد اختراق شبكة اللجنة الوطنية الديمقراطية، نتج عن هذا الاختراق تسريب آلاف الوثائق والرسائل الإلكترونية الداخلية للحزب الديمقراطي والتي تم نشرها على مواقع مختلفة من بينها موقع ويكيليكس الشهير ومنصات إعلامية أخرى.،أثارت هذه التسريبات جدل واسع وأثرت بشكل كبير على الحملة الانتخابية.
بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016 اختفى عن الأنظار لفترة من الوقت ما زاد من التكهنات حول هويته الحقيقية ودوره في الأحداث، ثم عاد للظهور مرة أخرى في يناير 2017 ليكرر نفيه لأي ارتباط بالمخابرات الروسية، بعد ذلك خفت بريق اسم تدريجيًا ولم يعد يظهر بنفس القدر من الأهمية في الأحداث اللاحقة.
ماكس راي بتلر
بدأت حكاية هذا الشخص كخبير تقني واعد يتمتع بمهارات عالية في مجال البرمجة وأنظمة الكمبيوتر، ما أهله للعمل في وظائف مرموقة في شركات التكنولوجيا، لكن بدلًا من توظيف هذه المهارات في خدمة المجتمع وتطوير التكنولوجيا اختار طريق مظلم مستغل خبرته التقنية في ارتكاب جرائم إلكترونية واسعة النطاق.
استغل هذا الهاكر السابق معرفته العميقة بأنظمة الحماية الإلكترونية وتمكن من اختراق أنظمة أمنية معقدة تابعة لمؤسسات مالية وشركات تجارية ما مكنه من الوصول إلى بيانات حساسة وشخصية لملايين الأفراد، يعتبر حصوله على بيانات مليوني بطاقة ائتمان إنجاز إجرامي يظهر مدى براعته في الاختراق لكنه في الوقت نفسه يبرز حجم الضرر الذي يمكن أن يلحقه شخص واحد بالعالم الرقمي.
تمكنت السلطات الأمنية من تعقبه والقبض عليه وتقديمه للعدالة بعد محاكمة طويلة حكم عليه بالسجن لمدة 13 عام وهي عقوبة تعتبر من بين الأطول التي صدرت في قضايا الجرائم الإلكترونية على مستوى العالم، ترسل هذه العقوبة رسالة واضحة وقوية إلى كل من يفكر في استغلال مهاراته التقنية في ارتكاب الجرائم بأن القانون سيطاله وأن العقاب سيكون رادع.